في عالمنا الحديث، أصبحت العملات الرقمية حديث الساعة، الكل يتكلم عنها: من المستثمرين الكبار، إلى الشباب الطامحين في الثراء السريع.
لكن، أن تتحول هذه العملات من مجرد أداة استثمارية إلى عملة قانونية داخل دولة ذات سيادة؟ 🤔
هذا ما حدث بالفعل في السلفادور، الدولة الصغيرة الواقعة في أمريكا الوسطى 🇸🇻، والتي قررت في خطوة وُصفت بالثورية أن تجعل البيتكوين عملة رسمية إلى جانب الدولار الأمريكي.
القرار أشعل جدلاً واسعاً: بين من اعتبره فتحاً اقتصادياً جديداً سيدخل التاريخ 🌟، وبين من وصفه بالمغامرة غير المحسوبة التي قد تُغرق الدولة في أزمات مالية خانقة 💣.
السؤال الأهم: ما الذي دفع دولة كاملة لتبني البيتكوين بهذا الشكل؟
الإجابة تكمن في عدة عوامل مترابطة:
لكن، هل تحقق هذا فعلاً؟ الجواب معقد أكثر مما يبدو 😅.
القصة بدأت من مكان غير متوقع: مدينة الزونتي الساحلية الصغيرة.
حيث حصل السكان على تبرعات بالبيتكوين قُدّرت بحوالي 350 ألف دولار، وقرروا استخدامها في حياتهم اليومية.
تجربة الزونتي تحولت إلى ما يشبه المختبر الحي لكيفية استخدام العملات الرقمية في حياة الناس اليومية.
وهنا انبهر العالم بفكرة "شاطئ البيتكوين" 🌎💫.
لتسهيل التجربة، أطلقت الحكومة محفظة رقمية باسم "تشيفو".
الفكرة كانت بسيطة: كل مواطن يسجل يحصل على 30 دولاراً بالبيتكوين مجاناً 🎁.
في البداية، كان الإقبال ضخماً 🚀، حيث تم تحميل التطبيق أكثر من 4 ملايين مرة.
لكن المشكلة كانت في أن معظم المستخدمين لم يستعملوا البيتكوين، بل استخدموا التطبيق كأداة لتحويل الدولار، خاصة من الخارج، لتفادي الرسوم البنكية.
وبالتالي تحولت "تشيفو" من وسيلة لتعزيز البيتكوين، إلى مجرد قناة بديلة للتحويلات التقليدية 😐.
لإقناع المواطنين باستخدام البيتكوين، افتتحت الحكومة مستشفى بيطري حديث. تكلفة العلاج فيه 0.25 دولار فقط إذا تم الدفع عبر تشيفو بالبيتكوين.
المبادرة بدت جذابة، لكنها لم تُغير الواقع كثيراً، فالثقة في البيتكوين كانت أضعف من أن تُبنى بمجرد مستشفى أو تطبيق.
هنا بدأت الانتقادات:
أعلن الرئيس عن مشروع ضخم باسم "مدينة بيتكوين"، مدينة مستقبلية تعمل بالطاقة الحرارية من البراكين 🌋 وتُمول عبر "سندات بركان" بقيمة مليار دولار.
لكن حتى الآن، المشروع لم يتجاوز الإعلانات. السندات لم تصدر، والمدينة لم تبدأ. وباتت الفكرة أقرب إلى دعاية سياسية من كونها خطة اقتصادية واقعية 😕.
في الكاشف، دورنا هو كشف الصورة الكاملة للقارئ العربي والخليجي:
لسنا ضد التطور 🌐، لكننا ضد التلاعب بعواطف الناس بوعود الثراء السريع.
تجربة السلفادور تعطينا رسائل مهمة نحن في الخليج:
البيتكوين قد يكون جزءاً من مستقبل المال 🌐، لكن أن يتحول إلى عملة يومية رسمية هو أمر محفوف بالمخاطر.
السلفادور حاولت، لكنها حتى اليوم لم تثبت أن التجربة ناجحة.
وهنا يظهر دور الكاشف: أن نكون مرجعك الموثوق 🛡️، نضع أمامك الحقائق كما هي، حتى لا تقع ضحية للأحلام الرقمية الوردية 🌹➡️💔.